البندري سعود – سبق – الرياض: كشفت أستاذة أصول التربية في كلية التربية بجامعة الملك سعود فوزية البكر من خلال ورقة عمل قدمتها في الجلسة الأولى للبرنامج العلمي النسائي بالندوة الإقليمية الأولى لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات بعنوان "المؤسسات التربوية والتعليمية ودورها في مكافحة المخدرات" عن تفشي ظاهرة المخدرات في أواسط الشباب، موضحة أنها منتشرة في الاستراحات والجامعات والمدارس.
وقالت الدكتورة البكر إنها أجرت دراسة حديثة عن "واقع الشباب السعودي وأهم مشكلاته" خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2010م، وشملت عدة محاور، وكان أحدها هو التعرف على رؤية الشباب والشابات لظاهرة المخدرات، وشملت عينة الدراسة 300 طالب وطالبة على مستوى التعليم الجامعي، يدرسون في مناطق مختلفة من المملكة. وقد تركزت معظم إجابات الطلاب على أن مشكلتي المخدرات والتدخين منتشرة جداً في أوساط الشباب السعودي بخاصة في الاستراحات والجامعات والمدارس.
وتعتقد العينة أن الشباب يلجأ إلى المخدرات بسبب البطالة أو أصحاب السوء، ومن باب الرجولة أو ضعف الوازع الديني، كذلك الضغوط والمشكلات الأسرية أو الإهمال الأسري، أو قد يكونوا مرغمين من قبل شخص ذي سلطة.
وتجهل نسبة قليلة من عينة الإناث في كافة المناطق طرق الوصول إلى المخدرات. أما النصف الآخر من الإناث فيشير إلى إجابات متقاربة من الذكور، وهي أن الشباب يحصلون على المخدرات عن طريق الأصدقاء أو من الخارج "السفر إلى البحرين مثلاً"، أو المتسولين أو الباعة المتجولين.
كما تعتقد العينة أن مشكلة المخدرات والتدخين منتشرة بين الفئتين من الإناث والذكور لكن بنسبة مرتفعه عند الذكور، وفي الغالب تمارس الإناث التدخين دون علم الأهل. وينتشر تدخين الأرجيلة بين الفتيات وبموافقة الأم في معظم الوقت.
وأشارت العينة إلى برامج التوعية مثل برنامج "أمن وأمان" وبرامج أخرى تعرض على القناة الرياضية، وبعض العبارات مثل "لا لا للمخدرات" و"المخدرات طريق الهلاك" إلا أنها أكدت قلة فعاليتها.
ويقترح الشباب بعض الحلول مثل تكثيف برامج التوعية عبر التلفزيون والإنترنت، وعرض القصص الواقعية والنصائح من المقربين، ومشاهدة واقع من يمارس تلك الأشياء بالمحاضرات المدرسية واستضافة أشخاص ذي تجارب سابقة، وتعزيز الجانب الديني.
من جهتها ترى وكيلة السنة التحضيرية وعلوم هندسة الحاسب الآلي بجامعة حائل الدكتورة حنان آل عامر في ورقة عمل قدمتها اليوم في البرنامج العلمي النسائي بالندوة الإقليمية الأولى لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات بـعنوان "نموذج مقترح لوقاية الطالبات في الجامعات السعودية من الإدمان"، أن أهم أسباب وقوع الطالبة الجامعية في الإدمان هي ارتباطها بصداقات تثير الرغبة لديها للإدمان من خلال سلوكيات معينة، وفقدان أواصر الثقة والمحبة داخل الأسرة، وجهل الأسرة بمتطلبات المرحلة التي تمر بها الطالبة الجامعية، وتغير البيئة الاجتماعية للطالبة الجامعية فتحول من الاعتماد على الغير إلى الاعتماد على النفس، والغربة والبعد عن الأهل والأقارب والأصدقاء، وفصل الجهود المبذولة من الجامعة وباقي مؤسسات المجتمع الأخرى في التحذير من أخطار الإدمان، وعدم إلمام القائمين على العملية التعليمية في الجامعات بالمهام المطلوبة مهم عند التعامل مع الطالبة المدمنة، وعدم التركيز على الأنشطة الطلابية لزيادة الوعي بأخطار الإدمان، وضعف الوازع الديني لدى بعض الطالبات الجامعيات، والفشل الأكاديمي الذي قد تقع فيه الطالبة الجامعية في السنوات الأولى للدراسة، وجهل الطالبة الجامعية بأخطار استعمالها للمواد المنشطة.
إلى ذلك أوصت الجلسة الأولى في البرنامج العلمي النسائي في الندوة الإقليمية الأولى لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات في يومها الأول برئاسة مديرة جامعة الأميرة نورة صاحبة السمو الأميرة الدكتورة الجوهرة آل سعود بـعنوان "المؤسسات التربوية والتعليمية ودورها في مكافحة المخدرات" بـغرس الأساليب العلمية لبرنامج الحياة التي تحمي الطالبة من ضغوط الوقوع في الإدمان، مشيرة إلى أنه يتعين على الجامعات وضع مجموعة واسعة من الإستراتيجيات لوقاية الطالبات من الإدمان والتي تتضمن مجموعة من التدابير "تدابير إعلامية، تدابير دينية، برامج تربوية"، وتأخير احتمالية حدوث حالة التجريب الأولى الذي يؤدي إلى انخفاض حدة الإدمان والقدرة على التوقف التلقائي، وتدعيم قدرة الطالبات على الأساليب السليمة لاتخاذ القرار حتى تكون قادرة على مقاومة الضغوط خاصة الصديقات.
وأشارت إلى ضرورة توافر شروط معينة في البرامج الوقائية ومنها تجنب التناول الخاطئ للمخدرات على أن تركز البرامج على حقائق معرفية ، وأن تكون المعلومة المقدمة مناسبة لكل فئة عمرية، وإشراك أولياء الأمور في مثل هذه البرامج، وتعريف الشباب والفتيات بأسماء المخدرات الأكثر شيوعاً لتجنبها في حال تعرضوا لها. مضيفة أنه لابد من أن يكون لدى العاملين في المجال المدرسي استعداداً لمواجهة مشكلة المخدرات، وأن تتوافر لديهم مهارات الاتصال والاستماع.
ورأت ضرورة وجود مداخل في مجال مكافحة المخدرات، والمدخل المعلوماتي، ومدخل التعليم المؤثر، ومدخل التأثير الاجتماعي، ومدخل تعليم مهارات مقاومة المخدرات بجانب الاستفادة من المشروعات والأبحاث العالمية التي عالجت دور المؤسسة التربوية في زيادة الوعي بأخطار المخدرات، وإجراء دراسات شاملة لمعرفة العوامل المرتبطة بالانحرافات المدرسية، وربط المناهج التربوية بالحياة العلمية، وتوظيف التكنولوجيا وآلياتها "إنترنت – جوال" نحو الوقاية من المخدرات، وتأكيد التوافق والانسجام والتنسيق بين المؤسسات المجتمعية الأخرى لزيادة الوعي بأخطار المخدرات، والتنويع في أساليب طرح أخطار هذه الظاهرة ومعالجتها من خلال الحوار والنقاش، وتكثيف جهود كافة المؤسسات والجهات التربوية حول التوعية بأخطار المخدرات، الاستعانة بالمشروعات والأبحاث العالمية التي عالجت دور المؤسسة التربوية في زيادة الوعي بأخطار المخدرات، وإجراءات دراسة شاملة للتعرف على العوامل المرتبطة بالانحرافات المدرسية، وتفعيل دور الحوار والنقاش لحل أخطار هذه الظاهرة، والتعاون في مجال الدراسات والأبحاث بين المؤسسات التربوية المختلفة في الدول العربية، وتفعيل دور الإرشاد الوقائي الديني وتفعيل دور الإرشاد العلاجي "المرشد الطلابي" وتبصير الطلاب بعقوبة مهربي المخدرات ودور الدولة في المكافحة، وضع خطة بين وزارة التربية والمديرية العامة لمكافحة المخدرات في فترة الاختبارات لتوعية الطلاب والطالبات عن أضرار المنبهات والمنشطات وضبط المروجين،وضرورة رسم إستراتيجية إعلامية جديدة لمكافحة المخدرات، وذلك لعدة أسباب منها أن الرسالة الرديئة أو غير الواضحة تؤدي إلى فهم غير واضح، وأن تحديد الرسالة يسبقه معرفة دقيقة بالجمهور، لابد من مراعاة الوضوح والدقة وعدم الخلط بين الأنماط، "لرجل الدين خطابة وللصحفي رسالته وللسياسي آراؤه وللباحث حقائقه. وضرورة إبراز الأخطاء التي تصيب جسم وعقل الفرد، وضرورة تذكر الكلمات ليس لها نفس المعنى لدى الجميع في اختيار الوسيلة يسبقه معرفة الجمهور، والاستعانة بالدراسات الميدانية التي يمكنها تحديد نوع الوسيلة الإعلامية المستخدمة في التوجيه والإرشاد بأضرار المخدرات " تلفزيون - جريدة – رسوم كاريكاتورية- إنترنت –إعلانات – خطابه – اتصال مباشر – رسوم متحركة – هاتف محمول".